المرشد الإيراني يطالب النساء بـ"إجبار" أزواجهن على المشاركة في الانتخابات

المرشد الإيراني يطالب النساء بـ"إجبار" أزواجهن على المشاركة في الانتخابات
المرشد الإيراني علي خامنئي

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال لقاء مع عدد من النساء عشية يوم المرأة في إيران، يوم الأربعاء، إنه بإمكانهن "لعب دور" في الانتخابات المقبلة من خلال "إجبار" أزواجهن وأبنائهن على المشاركة في الانتخابات.

وقام موقع خامنئي بتغيير كلمة "الإجبار" إلى "التشجيع" في نص الخطاب، رغم توفر الملف الصوتي والمرئي الكامل لتصريحاته، وفق "إيران إنترناشيونال".

ومثل خطابه السابق ذكر خامنئي مسألة الانتخابات، وأكد أن "المرأة تبدو أكثر دقة من الرجل في بعض القضايا المتعلقة بمعرفة الناس والتيارات والاستراتيجيات".

وطالب خامنئي صراحةً النساء الإيرانيات، بالإضافة إلى دورهن كمربيات، بلعب دور داخل المنزل وخارجه في التعرف جيدا على مرشحي الانتخابات، والحضور إلى صناديق الاقتراع.

ومرة أخرى طلب المرشد الإيراني من الشعب والسلطات الاستعداد بأفضل طريقة ممكنة لانتخابات البرلمان، ومجلس خبراء القيادة التي ستجرى خلال شهرين.

وفيما طالب خامنئي بإجراء الانتخابات بـ"أفضل طريقة" فإنه تجاهل الإشارة إلى حالة الاستبعاد الواسعة للمرشحين، وتجاهل النظام لمطالب الشعب، بما في ذلك حرية ارتداء الملابس، ومعاقبة قادة ومرتكبي أعمال العنف ضد المواطنين في احتجاجات العام الماضي التي عمت البلاد.

يذكر أن هناك قلقًا كبيرًا من جانب المسؤولين في النظام الإيراني بشأن احتمال انخفاض المشاركة في الانتخابات المقبلة، وخاصة الانتخابات البرلمانية بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام الماضي، لدرجة أن خامنئي وصفها بـ"الانتخابات المهمة للغاية" في خطاب ألقاه يوم 4 يونيو الماضي.

وتطرق المرشد الإيراني في العديد من خطاباته إلى الانتخابات، ودعا إلى زيادة المشاركة الشعبية.

وفي جزء آخر من تصريحاته الأخيرة، اشترط خامنئي أن يكون النشاط الاجتماعي للمرأة، على أسس إسلامية، وأنه على "الأسرة الحذر من خطر الانجذاب الجنسي".

واعتبر خامنئي أن نهج الإسلام والغرب في ما يتعلق بهوية المرأة وقيمها وحقوقها وواجباتها وحرياتها وحدودها "متضادان"، وادعى أن "الغربيين ليسوا عقلانيين بشأن المرأة".

ودون تقديم أي دليل؛ زعم المرشد الإيراني أن الغرب يحاول "الهيمنة على المراكز الدولية المتعلقة بالمرأة". وأضاف: "كل قضية تدمر الأسرة تزداد وضوحا في الغرب يوما بعد يوم، ومن ناحية أخرى ليست هناك أي إدانة ومعاملة جدية لمناهضي النساء المحجبات".

ووصف بوضوح في تصريحاته "المساواة بين الجنسين" بـ"الخاطئة"، واقترح "العدالة بين الجنسين" التي تعني في رأيه "وضع كل شيء في مكانه".

واعتبر خامنئي أن "الواجبات المحددة" للمرأة هي "الإنجاب وتربية الأطفال"، وذكر أن وجود المرأة في الوظائف مشروط "بعدم حرمانها من الشغل الشاغل للمرأة، وهو التدبير المنزلي والإنجاب والأمومة".

كما أكد مسألة مراعاة "الحجاب" في إيران، والذي يتم فرضه بشكل إلزامي، وقال إن السبب في ذلك هو "إيجاد حد لخطر الانجذاب الجنسي، ويجب مراعاة هذه الحساسية".

ولم يشر خامنئي على الإطلاق إلى احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في العام الماضي، وتجاهل مطالب جزء كبير من النساء الإيرانيات بحرية الملبس.

ودأب المرشد الإيراني وغيره من المسؤولين الرسميين، في تصريحاتهم، على حصر دور المرأة في الإنجاب وتدبير المنزل، واعتبروا الأدوار الأخرى مشروطة بعدم الإضرار بهذه الأدوار أو الحد من وجود المرأة داخل المنزل.

وتأتي هذه التصريحات فيما استمرت جهود النساء للحصول على حقوق متساوية مع الرجل في إيران منذ عقود، وأصبحت هذه الجهود أكثر وضوحًا منذ احتجاجات العام الماضي التي عمت البلاد ضد النظام الإيراني بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.

تغيرت حقوق المرأة الإيرانية ووضعها القانوني كثيراً خلال الحقب التاريخية والسياسية، كحق الزواج والطلاق والتعليم والملابس والحجاب والصحة والقضايا المتعلقة بالإجهاض وحق التصويت؛ فقد حظر الحجاب في الأماكن العامة حظرًا تامًّا في عهد الشاه رضا بهلوي، بينما فرض عليهن ارتداؤه بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

وقد أثبتت المرأة الإيرانية قدرتها على الوقوف جنبًا إلى جنب مع الرجل؛ فقد شاركت في الثورة الدستورية الفارسية، ولعبت دورًا حيويًا فيها، لتشكل بداية خروج المرأة إلى المجال العام ووعيها بحقوقها، وشاركت كذلك في الثورة الإسلامية منذ بدايتها.

وفي عهد محمد رضا بهلوي حصلت المرأة على حق التصويت، وعينت وزيرة وقاضية، لكن تقلصت حقوقها كثيرًا بعد انتصار الثورة الإسلامية وتسلم آية الله الخميني للسلطة؛ كانخفاض السن القانوني لزواج الفتاة، وعزل القاضيات من مناصبهن كالمحامية الحاصلة على جائزة نوبل شيرين عبادي، وعدم مساواة المرأة في الميراث وغيرها من الحقوق. 

تحسنت أوضاع المرأة نسبيًّا في حقبة ما بعد الخميني؛ إذ حدثت طفرة في أعداد النساء العاملات منذ بداية التسعينات، كما تغيرت القوانين المتعلقة بالزواج والطلاق لتعطي حقوقًا أكبر للمرأة، واعتبارًا من 2006 شكلت الفتيات أكثر من نصف طلبة الجامعة في إيران.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية